Blogs » منهج تحصيلي » من جلسة حوار مع أبوي..... تغيّر مستواي

من جلسة حوار مع أبوي..... تغيّر مستواي

  • كثيرًا ما نغفل عن قوة الكلمات البسيطة التي تُقال في لحظات عابرة. فالحوار بين الأب والابن ليس مجرد تبادل للكلام، بل هو بناء داخلي يؤثر على ثقة الطالب، ويدفعه نحو التعلّم، ويزرع فيه روح المبادرة والاجتهاد. إحدى الجلسات الصادقة بين الأب وولده قد تكون نقطة تحوّل في مستواه الدراسي وتقديره لذاته.

    الحوار التربوي: بوابة التأثير الفعّال

    الحوار ليس مجرد استماع عابر، بل هو علاقة إنسانية تُبنى على الاحترام والثقة والتقدير المتبادل. يرى (عبدالله، 2018) أن الأب الذي يُصغي باهتمام لابنه، ويدعوه للتعبير عن رأيه بحرية، يُسهّل عليه مواجهة تحديات الدراسة بدون خوف أو قلق.

    تعزيز الثقة بالنفس من خلال الحديث

    حين يقول الأب لابنه: "أنا مؤمن فيك... وجايبها"، فإن هذه الجملة – رغم بساطتها – تُعزز في عقل الابن صورة إيجابية عن ذاته. وتُشير دراسة (التميمي، 2020) إلى أن الدعم العاطفي من الأب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بارتفاع التحصيل الأكاديمي لدى الأبناء.

    التوجيه من غير أمر

    الأب الواعي لا يُملي على ابنه ما يفعل، بل يُناقشه ويقوده إلى الفهم من خلال الأسئلة المفتوحة والمواقف الواقعية. تقول (السرحان، 2017) إن الحوار المتوازن يُشجع على التفكير النقدي، ويمنح الابن حرية اتخاذ القرار، مما يُعزز نضجه العقلي.

    دعم الأب لا يُعوّض

    مع انشغال كثير من الآباء بالعمل، يغيب التواصل التربوي أحيانًا. لكن الدراسات الحديثة – مثل دراسة (العنزي، 2021) – تؤكد أن مشاركة الأب في الحديث اليومي مع أبنائه، حتى لو لعشر دقائق فقط، تُحدث فرقًا حقيقيًا في دافعيتهم للتعلم وشعورهم بالأمان.

    خلاصة

    أحيانًا، كل ما يحتاجه الطالب ليتغيّر مستواه، ليس درسًا خصوصيًا، بل جلسة صادقة فيها اهتمام، تشجيع، وابتسامة من والده. الحوار التربوي لا يصنع طالبًا أفضل فحسب، بل يبني إنسانًا يعرف كيف يُعبّر عن نفسه ويثق بخطواته.