Blogs » منهج تحصيلي » العنوان: من صدقة إلى شهادة... قصة نجاح بدأت بسؤال

العنوان: من صدقة إلى شهادة... قصة نجاح بدأت بسؤال

  •  

     صدقة إلى شهادة... قصة نجاح بدأت بسؤال

    المقدمة

    في تتورنج تك نؤمن أن لكل طالب قصة، ولكل حلم طريق يبدأ بخطوة... وأحياناً، بكلمة طيبة

    نشارككم اليوم قصة واقعية مؤثرة، بدأت من مسجد وانتهت بكرسي الأستاذية

    قصة تُثبت أن التعليم ليس مجرد مواد واختبارات، بل رسالة تُورث بالعطاء

    اقرأها وتأمل... فقد تكون أنت سبب التغيير في حياة شخص ما

    عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون

     

    من جميل ما يروى يقول أحدهم: عندما انتهينا من صلاة الجمعة

    سلم علي رجل وكنت جالساً عن يمينه وسألني: يا أخي هل لديك حاجة أقضيها لك...؟ فقلت له مستغرباً: كلا؛ شكراً لك أخي الكريم...! ثم التفت عن شماله فوجد عامل تنظيفات فسلم عليه وقال له مثل قولي...!!! فاحمر وجه العامل خجلاً، فأخرج الرجل من جيبه مالا وأعطاه إياه، فتهلل وجه العامل بالفرح والسرور، وراح يدعو له من كل قلبه. فقلت له: ومن حضرتك...؟ أجاب: أنا أستاذ جامعي. فقلت له: وهل تفعل ذلك دائماً...؟ أجاب: نعم؛ ﻷنني ما أصبحت أستاذاً جامعياً إﻻ بسبب هذه الالتفاتة.  فتعجبت من قوله...!!!  ثم أتبع قائلاً: لقد كنت أُصلي قديماً في مسجد قريب من الجامعة التي كنت أدرس بها، وكان الحزن بادياً على وجهي بسبب وفاة والدي المعيل الوحيد لنا، فالتفت نحوي رجل كان يصلي بجانبي وسألني: هل لك حاجة يا بني فأقضيها لك...؟ توسمت الخير في وجهه وقلت له: نعم يا عم؛ أُريد أن أسدد أقساط جامعتي ولا أملك المال، لأن والدي توفي، وكان هو من يسدد الأقساط كل سنة، وأنا طالب وليس لي مصدر آخر للمال. أجاب: على الرأس والعين، دلني على الجامعة واعطني اسمك الكامل، وغداً اذهب واستلم الإيصال، وكل عام سأفعل لك ما سأفعله غداً إلى أن تتخرج بإذن الله. إغرورقت عيناي بالدموع لأني لم أكن أملك المال لأسدد الأقساط، فدعوت له وقلت: وكيف سأرد لك هذا الجميل يا عم...!؟  أجاب: عندما تتخرج وتحصل على عمل اسأل من يصلي بجانبك بعد الإنتهاء من صلاة الجمعة نفس السؤال، وإذا علمت بأن لديه حاجة اقضها له إن استطعت، فتكون قد رددت لي الجميل. وفعلاً فقد تعهد بسداد أقساط جامعتي حتى تخرجت، وكنت أزوره نهاية كل عام ﻷزف له بشرى نجاحي إلى أن توفي رحمه الله، وها أنا الآن أعمل استاذاً جامعياً، وأنا على عهده باق إلى أن ألقى الله عز وجل.  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة). إن في قضاء حوائج الناس لذة لا يعرفها إلا من جربها. فافعل من الخير ما استطعت، فأنت لا تدري أي حسنة قد تدخلك الجنة